بلدة لينغو الصينية مثالية للرصد الفلكي
لا يوجد على وجه الأرض سوى قِلَّةٍ من مواقع الرصد الفلكي عالية الجودة، التي تُلبي متطلبات منشآت الرصد الحديثة العملاقة. وفي إطار السعي إلى اغتنام الفُرص العلمية التي تلُوح لدراسة التغيرات التي تطرأ على الأجرام الفلكية عبر الزمن، عثر الباحثون على موقع جيد على هضبة التبت، سوف يُسهم في سدّ الفجوة الطولية بين أفضل مواقع الرصد المعروفة (وكلها يقع في نصف الكرة الغربي). ولمَّا كانت هضبة التبت أعلى هضبة على كوكب الأرض، بمتوسط ارتفاع يتجاوز 4 آلاف متر، فمن الممكن أن تتيح هذه الهضبة فرصًا واعدة لدراسة الفلك، وفيزياء الجسيمات الفلكية.
وفي هذا البحث المنشور، يعرض الباحثون نتائج ثلاث سنوات من عمليات الرصد التي كان هدفها اختبار منطقة واقعة على قمة جبلية بجبل سايشتهان، الذي يقع بالقرب من بلدة لينغو في مقاطعة شنغهاي الصينية. وقد تراوح ارتفاع المواقع المحتملة بين 4200 و 4500 متر، إلا أن الباحثين استقروا على منطقة تتجاوز مساحتها 100 ألف كيلومتر مربع، تحيط ببلدة لينغو. صحيحٌ أن هذه المنطقة أقلُّ ارتفاعًا (إذ يقلُّ عن 3 آلاف متر)، إلا أنها تمتاز بمناخ شديد الجفاف، وسماء محلية أصفى من المعتاد (ليلًا ونهارًا).
من إجمالي الليالي التي أُخِذَت فيها قياسات مختلفة في هذا الموقع، تبلغ نسبة الليالي التي تتوفَّر بها ظروف قياس ضوئي واضحة 70%، عند قيمة وسيطة من قيم الرؤية الفلكية تبلغ 0.75 ثانية قوسية. كما أن متوسط التبايُن في درجة الحرارة ليلًا لا يزيد على 2.4 درجة مئوية؛ ما يشير إلى أنَّ الهواء السطحي المحلي يتَّسم بدرجة عالية من الاستقرار. وفي 55% من الليالي، بلغ عمق بخار الماء القابل للتكاثُف في صورة أمطار أدنى من ملّيمترين.
المصدر: https://www.nature.com/articles/s41586-021-03711-z